للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي ذي الحِجّة أُمسِك النائبُ تنكز (١) واستُؤصِل.

٩٣٠ - المُستَكْفي بالله *

أميرُ المؤمنين أبو الرَّبيع سليمان بن الحاكم بالله أبي العباس أحمد بن أبي علي بن الحسن بن أبي بكر بن علي ابن أمير المؤمنين المُسترشِد بالله، الهاشميُّ العبّاسي، البغداديُّ الأصل، المِصريُّ المولد.

مولده سنة ثلاث وثمانين أو في التي قبلها.

وقرأَ واشتغل قليلًا، وعَهِدَ إليه أبوه بالأمر، وخُطبَ له عند وفاة والده في سنة إحدى وسبع مئة، وفَوَّض جميع ما يتعلَّق به من العَقْد والحلِّ إلى السلطان الملك الناصر، وسارا معًا إلى غزو التتار، فشَهِدَ مصافَّ شَقحَب، ودخل دمشقَ في رمضان سنة اثنتين وسبع مئة وهو راكبٌ مع السلطان، وجميعُ كبراء الجيش مشاةٌ، فشاهدتُه وعليه فرجيَّة سوداء مطرَّزة، وعليه عِمامةٌ كبيرة بيضاء بعَذَبة طويلة، وهو متقلِّد سيفًا عربيًّا محلًّى على جوادٍ مليح، وهو شابٌّ من أبناء العشرين قد بَقَلَ وجهُه، وهو أبيض بلحية سوداء، تامُّ الشَّكل، مليح الوجه، تَعلُوه هَيْبة ووَقَار، امتدَّت أيامه.

ثم لما أَعرضَ السلطانُ عن الأمر، وانعزل بالكَرَك، التمسَ الأمراءُ من المستكفي أن يسلطنَ من يَنهَض بالمُلْك، فقَلَّد الملك المظفَّر رُكْن الدين الشاشنكير، وعَقَدَ له اللواء، وألبسه خِلْعةَ السلطنة، فرجيَّة سوداء وعمامة مدوَّرة، فرَكِبَ بذلك والوزيرُ حامل على رأسه التقليد، من إنشاءِ المولى شهاب الدين محمود، أوله: "إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم"


(١) وتوفي سنة واحد وأربعين، وستأتي ترجمته عند المصنف قريبًا برقم (٩٣٢).
(*) الوافي بالوفيات: ١٥/ ٢١٦، الدرر الكامنة: ٢/ ٢٧٩، شذرات الذهب: ٨/ ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>