وأوائل سنة تسع، وطُلِب متولِّي خراسان طغاي تمر ليَتملَّك البلاد، فإنه من ذُرِّية جنكزخان، وهو ابن عمِّ الملك أرباخان المقتول، فتَوقَّف، وكان الذي زَعَموا أنه تمرتاش كثيرُ الشَّبه به فلازموا خدمتَه، ثم بَدَرَت منه أمور وقَحَةٌ فطردوه، فقَدِمَ العراق وصُحْبتَه جماعةٌ بزيِّ التصوُّف، وخَمَلَ ذكرُه، وتَسلطَنَت أختُ أبي سعيد المذكورة وخُطِبَ لها، وكانت تَركَب وتأمر وتنهي مدّةً، ثم قُتِل وكان نَحْسًا غَشُومًا.
٩١٢ - القَزْويني *
قاضي القضاة، العلّامة ذو الفُنون، جلال الدين أبو عبد الله، محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن عبد الكريم بن حسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن دُلَف ابن الأمير أبي دُلَف، العِجْلي، القَزْويني الشافعي.
مولده بالمَوصِل في سنة ست وستين وست مئة.
وسَكَن الرُّومَ مع والده وأخيه، وولى بها قضاءَ ناحيةٍ وله نحوٌ من عشرين سنة، وتفقَّه وناظرَ وأفتى وأَشغَل بدمشق، وتخرَّج به الأصحاب، ونابَ في القضاء لأخيه قاضي القضاة إمام الدين سنة ست وسبعين بدمشق، وأَخذ المعقول عن الشيخ شمس الدين الأَيْكي وغيره، وسمع من الشيخ عز الدين الفارُوثي وطائفة، ثم ولي خطابةَ البلد مدةً، ثم طلبه ولانا السلطان وشافَهَه بقضاء دمشق، ووَصَلَه بذهبٍ كثير، فحَكَمَ مع الخطابة، ثم طُلِبَ في سنة سبع وعشرين فولىَ قضاءَ المملكة وعَظُمَ شأنُه وبلغ من العزِّ ما لا يُوصَف.