للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٧٩ - الوكيل*

العلّامة خطيب دمشق، وكيل بيت المال، زَيْن الدين، عمر بن مَكِّي بن عبد الصمد، العُثماني، الشافعي.

من علماء دمشق، درّس بالعَذْراويّة وغيرها، وتقدَّم ورأس، ونشأ له ولدٌ بارع الذكاء، أعني الشيخ صدر الدين.

ولما وليَ الزينُ الخطابة تكلَّم الناس فيه، فقال الشيخ تاج الدين عبدُ الرَّحمن: وليَ الخطابةَ بعد ابن عبد الكافي وكيلُ بيت المال - كان - زينُ الدين بن المرحِّل في أول جمادى الأولى من سنة تسع وثمانين، فصيح الناس عليه بأنه يلحن في اللغة وبأنه ما يحسن يقرأ ولا يحفظ القرآن، حتى إنه قرأ (١): "اصبروا وصابروا ورابطوا واتقو الله إنَّ الله غفور رحيم"، وكُتب فيه فتوى أنه لا تصح الصلاة خلفه، وشيَّع الفارقي وجماعة من المقرئين تشاييع، ثم طلبني الأعسر الأمير إلى داره وشتمني شتمًا كبيرًا، وأهانني وأمر بقطع جامِكيَّتي (٢) على الجامع، وفعل بالفارقي مثل ذلك وأكثر، وسببه: أنَّ جماعة من المقرئين كتبوا: أنَّ الوكيل ما يصحح الفاتحة، ولا يحسن القراءة، فكتبت على مقالهم: لا تصح الصلاة خلفه، وكذلك الفارقيُّ [على قنوبي احرني فملا] (٣) الوكيلُ فقلَّب الأعسرَ علينا.

قلت: صلّيتُ خلفه كثيرًا، واستمر على رغم الوِشاية.


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٧٣٤، طبقات الشافعية الكبرى: ٨/ ٣٤٢.
(١) يعني في آخر سورة آل عمران.
(٢) الجامكية: لفظٌ فارسيٌّ معرب، ويعني: رواتب أصحاب الوظائف من الأوقاف وغيرها.
(٣) هكذا في طبعة دار الفكر، ولم نتبين وجه الصواب فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>