كتاب تكملة سير أعلام النبلاء - ط الرسالة العالمية

٦٧٣ - الساعاتي - ج: 30 - ص: 176

وكان تامَّ الشكل مَهِيبًا، حسن المناظرة، جيِّد العقل، مشهورًا في الأوقاف، خبيرًا بالأمور، مليح النظم، مدرسًا للعربية وكثير من الأصول.

وليَ الرِّباط الناصري بعد أبيه، ومشيخة أم الصالح، وناب عن ابن جَمَاعة في الحكم، ثم درّس بالشامية الكبرى، ثم بالناصرية، وكان فيه مرؤة وعصبية، وليَ نظر الجامع، وكان ذا نهضة وأمانة وسَكينة.

سمع منه: ابني عبدُ الله، والمِزِّي، والبِرْزاليّ، والعَلَائيُّ، والمُحِبّ.

وحجَّ غير مرة، وحدَّث بمصر.

توفّي في سَلْخ شوال سنة ثمان عشرة بمنزلة الحَسَا، ودُفن على الجادَّة.

وولي بعده بدار الحديث المِزّيُّ، وخلَّف ابنين، أحدهما الإمام جمال الدين قاضي حمص. وانتقى عليه المُقاتلي ثلاثة أجزاء.

٦٧٣ - السَّاعاتي *

الإمام، الصالح، زين الدين عبد الرحيم بن علي بن عبد الرحيم، البغدادي، الأستاذ في شَدِّ البناكيم (١).

وُلد سنة إحدى وأربعين وست مئة تقريبًا.

وقدم الشام قُبيل كائنة بغداد، ودخل مصر فتفقَّه، وصحب الشيخ شمس الدين ابن العِماد

وسمع من: الرَّشيد العطار، والكمال الضرير، والنَّجيب، وابن علّان.

---

(*) معجم الشيوخ الكبير: ١/ ٣٩٠، الدرر الكامنة: ٣/ ١٥٣.
(١) البناكيم والبنكامات: جمع بنكام، وهي الآلات التي يُقدَّر بها الزمان في ذلك الوقت، يعني الساعات. ينظر: كشف الظنون: ١/ ٢٠٥، وكشاف اصطلاحات الفنون والعلوم: ١/ ٦٠. وفي المعجم الوسيط: هي ساعة الرمل.