توفي الشِّهاب بالقاهرة في شهر رمضان سنة سبع وثمانين وست مئة، وكان يَتَعانى الكتابة.
٣٢١ - خطيب القدس *
الشيخ، الإمام الفاضل القُدوة، المفسِّر الخطيب، بَرَكة الجماعة، قُطب الدين أبو الذَّكاء، عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم بن علي، القرشي الزُّهري، المَقدِسي النابُلُسي، الشافعي.
شيخ بلد القُدس وفقيهه وخطيبه.
ولد سنة ثلاث وست مئة تقريبًا، وأجاز له أبو الفتح المَنْدائي، وعبد الوهّاب بن سُكَيْنة.
وسمع من: داود بن مُلَاعِب، وأبي عبد الله بن البنّاء الصُّوفي، وأبي محمد بن البُنّ.
وقرأ "الأحكام" لعبد الحق تفهُّمًا على أبي بكر المَقدِسي، وتفقَّه وقرأ في النحو، وتميَّز، مع الدِّين والجلالة.
روى عنه: ابن العطَّار، والمِزِّي، والبِرْزالي، وقاضي حلب زين الدين، والقاضي شمس الدين بن مسلَّم، والشيخ علاء الدين المَقدِسي، وعدَّة.
قال البِرْزالي: كان جليل القدر، رفيع الذِّكر، له أُبّهة وموقع، مع الدِّين والفضل، له ميعاد يُلْقي فيه من "تفسير الثعلبي" من حفظه، وذكر أنه كان سائر الكتاب على ذهنه من كثرة ترداده.
توفي في سابع رمضان سنة سبع وثمانين وست مئة، وشيَّعه خلائق.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٥٩٥، الوافي بالوفيات: ١٩/ ١٥٥.