خَطَبَ بحماةَ مدةً، ثم فارقها لكونه أنكَرَ وأراق خمورًا، فتهدَّده صاحبُ حماة، فسَكَن دمشق، ثم وَلِيَ بها الخطابةَ أيامَ نِيابة عز الدين الحَمَوي بها، ثم عُزِل وطُلب إلى حماة، فولي قضاءَها مدة، ثم عُزل وقَدِمَ دمشق.
وكان شيخًا مَهيبًا، أبيض، تامَّ الشَّكل، وَقُورًا، رَزِينًا، ديِّنًا، متجمِّلًا، حسن المشارَكة والمحاضَرة، له إلمام بالتاريخ.
روى لنا بالإجازة عن جدِّه لأمّه مُدرك بن أحمد البَهْراني، وسمع من: أبي القاسم ابن رَوَاحة، والكمال ابن طلحة.
أخذ عنه: ابن الخبَّاز، والبِرْزالي.
وكان والله يجمِّل المنبر، وله صوت جَهْوَري يَعلُوه خشوع، وهو والد صاحبنا العلَّامة صدر الدين أبي بكر.
توفي بدمشق في أول جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وست مئة، وله سبع وسبعون سنة.
٤٨٩ - ابن الواسطيّ *
الشيخ المبارَك المُسنِد المعمَّر، بقيّة المشايخ، شمس الدين أبو عبد الله، محمد بن علي بن أحمد بن فضل ابنُ الواسطيِّ، الصالحيُّ الحنبلي، أخو الشيخ تقيِّ الدين.
وُلد سنة خمس عشر وست مئة.
وسمع من: موسى بن عبد القادر، وابن راجح، وسمع من ابن البُنِّ، وابن أبي لُقْمة، والشيخ الموفَّق، والحسين ابن صَصْرَي، والقَزوِيني،
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٩٣٤، الوافي بالوفيات: ٤/ ١٣٧.