للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٢٦ - إبراهيم الرَّقِّي *

الإمام القُدْوة، بَرَكة العصر، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد ابن مَعَالي، الرَّقِّي الزاهد، الواعظ الربَّاني، نزيل دمشق.

قرأ ببغداد بالرِّوايات على القُفْصي، وسمع من الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش.

وتفقَّه ونَظَرَ في علوم الإسلام، وشارك في المعارف، وبَرَع في علم الطِّب، ثم أقبل على شأنه وتعبَّد ولَزِمَ الورع والقنوع والقنوت والخشوع، ودَعَا إلى الله تعالى وإلى طاعته بالموعظة الحَسَنة، والأذكار المقدَّسة، والنَّظْم البديع، وانتَفَع به عدد كثير، وكان له وَقْعٌ في القلوب، وإخباتٌ في النفوس عند الخاصّة والعامّة، قَلَّ أن ترى العيونُ مثله.

وكان يلفُّ على طاقيّته خِرقةً صغيرة، ويَلبَس ثوبَ خام وملوطة (١) ومهما اتَّفَق.

وكان مديدَ القامة، كثير السَّكينة، فصيح العِبارة، قَرأَ للناس على الكُرسيِّ مدّةً، ثم كان جماعة يقرؤون بين يديه، وهو يَتكلَّم على الحديث والحكايات بكلام مفيد نافع حسن، ويعيش بما يفتحه الله تعالى عليه من غير مسألة.

ثم بُنيَ له بيت تحت المنارة الشرقية، وبه توفي نصف المحرَّم ليلة


(*) معجم الشيوخ الكبير: ١/ ١٢٧، الوافي بالوفيات: ٥/ ٢٠٦، الدرر الكامنة: ١/ ١٣، شذرات الذهب: ٨/ ١٥. وسيترجمه المصنف مرة أخرى برقم (٥٣٣).
(١) كلمة يونانية الأصل تسرّبت إلى العربية عن طريق اللغة القِبطية، ومعناها: ثوب واسع يلبس فوق غيره من الملابس، وكان من ملابس المماليك بمصر. "التعريف بمصطلحات صبح الأعشى" لمحمد قنديل البقلي: ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>