له أياديه، وصيّره أستاذ داره بمصر، وكان وافر الحشمة، صائب الفِراسة، كثير البذل للفقراء، متودِّدًا إلى الكبراء.
سمع من: الفخر الفارسي، وابن المقيَّر، وحدَّث باليسير.
قال ابن واصل: كان علاء الدين أيدكين البندقدار من كبار الأمراء، فقبض عليه أستاذه الملك الصَّالح وأخذ غلمانه، فمنهم رُكن الدين بَيْبَرس الذي تملَّك، المشهور بالبندقداري. قال: وكان أيدكين المذكور مملوكًا قبل الصالح لجمال الدين بن يغمور.
قلت: من عجيب الاتفاق أنَّ أستاذ السلطان يصير أستاذ داره.
مات في شعبان سنة ثلاث وستين وست مئة برمل مصر عند الغزالي وحمل فدفن بمصر.
٥٦ - أبو يحيى الأندلسي *
الإمام المحدِّث الأديب مسند الأندلس، الوزير أبو يحيى عبد الرحمن ابن القاضي أبي محمد عبد المنعم ابن المحدِّث محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن الفَرَس، الأنصاري الخَزْرَجي الأندلسي.
أخذ عن أبيه ولازمه، وعن أبي الحسن بن كَوثَر، وعبد الحقّ بن بُونُه، وابن عُبيد الله الحَجْري، وأبي خالد بن رِفاعة، وتفرَّد عنهم.
وأجاز له من مصر أبو القاسم البُوصيري، وجماعة.
ذكره أبو جعفر بن الزُّبير في "برنامجه" وأثنى عليه، وقال: كان ذاكرًا لما يقع في الإسناد من مشكلات الأسماء، ويدري كثيرًا من مُشكِل الحديث
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٨٦، الوافي بالوفيات ١٨/ ١٠٤.