للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خبيرًا بالأمور على ظُلمٍ فيه وعَسْف.

وليَ شدَّ مصر مدةً، ثم عمل الوزارة، وصادَرَ وضُرِبَ بظُلمِه المَثَل، ثم وليَ نيابة دمشق، فلَطَفَ الله بأهلها، وقلَّ شرُّه، ثم صُرِف بعد سنتين بعز الدين الحَمَوي، ولقد كان يُعرَضُ طلبُه في رُتبة الملوك الكبار، ولولا جَوْره لكان يصلح للمُلْك، وكان له ميلٌ إلى العلماء والصُّلحاء.

ولما قُتِلَ السلطان الملك الأشرف وسَلطَنوا أخاه الملك الناصر أيَّده الله، عمل الشُّجاعي وزارته نيِّفًا وثلاثين يومًا، ثم عَصَى بقلعة الجبل، وأُخِذَ لمّا طَلَبَ الأمان، فشَدَّ عليه مملوكٌ كبير وحزَّ رأسه وعُلِّق على القلعة (١)، ثم طافت به المَشاعليَّة وجَبَوا عليه، نعوذ بالله من الخِزْي، وكان من أبناء الخمسين، ولديه فضل ومعرفة.

٤١١ - حافي رأسِه*

إمام النَّحو، محيي الدين أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر البَربَري الزَّناتي الكُمْلاني، المالكي التِّلِمساني.

مولده سنة ست وست مئة بتاهرت.

وسمع من: ابن الصَّفْراوي، وابن رَوَاج، وتلقَّى عن عبد المنعم بن صالح التَّيمي صاحب ابن بَرِّي، وأبي زيد بن الزَّيّات صاحب محمد بن قاسم بن قنداس، ونحويّ الثَّغْر عبد العزيز بن مخلوف بن الجرَّاد.

وتَصدَّر زمانًا وتخرَّج به أئمة، منهم تاج الدين الفاكهاني.


(١) وذلك في الرابع والعشرين من صفر سنة ثلاث وتسعين وست مئة.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٧٣٦ و ٧٧٤، الوافي بالوفيات: ٣/ ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>