للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان شيئًا كثيرًا، وما خلَّوا ببغداد خاطئة ولا خمرًا، وتهدَّدوا بالقتل على من وجدوا عنده خمرًا، فأخذوا رجلًا عنده جرَّة فضُربت عنقه، وأُخذ آخر عنده جرّتان فقطعوا رأسه بعد أن بذل في نفسه كذا كذا ألف فما نفع، جاء بهذا كتاب إلى ابن مُنتاب، وأنَّ الذي قام بذلك نائب البلد الأمير محمد بن حسينان. قلت: ثم زوَّجوا أكثرَ الزَّوَاني، ونَفَقنَ وأظهرنَ التوبةَ.

٧٠٤ - الصائغ *

الأديب العلّامة، شمس الدين محمد بن حسن بن سباع الخِذَامي (١)، المصري، ثم الدمشقي الصائغ.

وُلد في حدود سنة خمس وأربعين وست مئة.

وأخذ النحوَ عن ابن مالك وغيره، وحدَّث عن ابن أبي اليُسْر وطائفة.

وأتقن اللغة والعَروض، وبرع في النظم والنثر، وأقرأ الطلبة، وصنَّف التصانيف، وكان له حانوت بالصياغة، وفيه وُدٌّ وتواضع، وله فضائل، عمل قصيدة طويلة نحو ألفي بيت في الصنائع والفنون، واختصر "صحاح الجوهري"، وألَّف شرحًا لمقصورة ابن دُريد، وكان يشرح ويقرئ "ديوان المتنبِّي" و "المقامات" و "الحماسة" في دكّانه.

وكان ذا مُروءة ولطف وخيرٍ، قرأت عليه بحضرة الخطيب شرف الدين الفزاري تأليفًا له في مدح ملك الأمراء الأفرم، فيه نفائس من نظمه ونثره، ولو أُنصف لجُعل من كبار الموقِّعين.


(*) معجم الشيوخ الكبير: ٢/ ١٨٣، الوافي بالوفيات: ٢/ ٢٦٧، الدرر الكامنة: ٥/ ١٥٨، شذرات الذهب: ٨/ ٩٨.
(١) كذا قيده في توضيح المشتبه ٢/ ٢٥٨ بكسر الخاء وفتح الذال المعجمتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>