وقَدِمَ دمشق فاشتغل وسمع من: البهاء بن عساكر، والخبَّاز، وحَنْبَل، وعدّة.
وروى عنه: أولاده الأئمة شمس الدين وشرف الدين ومحيي الدين، والدِّمْياطي، وعلم الدين الدَّواداري، وقاضي القضاة الزُّرَعي.
وحدَّث أيضًا بمصر، وكان من العلماء العاملين مع الانقطاع والفكاهة، ثم تحوَّل إلى دمشق.
وتوفي في ذي القَعْدة سنة خمس وستين وست مئة، ودفن بمقبرة باب كَيْسان، وله ست وثمانون سنة.
٧٤ - الدَّشْتي *
المحدِّث الأَثري الزاهد الصادق، أبو محمد محمود بن أبي القاسم إسفنديار بن بدران بن أبيَّان، الدَّشْتي الإربِلِي.
سمع من: جعفر الهَمْداني، وابن المُقيَّر، والشيخ الضياء، وعدّة، وسمّع أولادَه.
وكتب وتعب، وخطُّه رديء الوضع، وكان فقيرًا يلبس فَرْوة حمراء، ويَقنَع بذلك، ويعمل بالآثار، وكان قوَّالًا بالحق، نهَّاء عن المنكر، داعيًا إلى اليقين، منتبذًا للمتكلمين، له محبّون لخيره وإخلاصه، ومبغضون في الطرف الآخر، وكان صابرًا على الفقر، ولمّا أَنكر على الملك الناصر يوسف، لَكَمَه السلطان وأُخرج، ثم إنَّ السلطان ندم وبعث يستعطفه، فقال: وددتُ أني أدخل عليه وأخاطِبُه بما خاطبتُه ويعود ويضربني.