الحَلَاويّ، وببغداد من الكمال الفُوَيْرِه وعِدّة، وبواسط وحلب والثَّغر.
وانتهى إلى أصبهان، فما أحسبه ظَفِرَ فيها برواية، وقرأ الكثير من الأُمّهات وانتفع به الطلبةُ.
وكان فصيحًا سريع القراءة، حسن الخطِّ، له مشاركة في أشياء، وفيه كَيْسٌ وتواضع وعِفّة مع الدِّين والتلاوة والأوراد، تزوَّج بأخَرَة.
ثم توفي في ذي القَعدة أو ذي الحِجة سنة ثمان وسبع مئة ﵀.
سمعنا بقراءته كثيرًا وسمعنا منه.
كان عمُّه الشيخ شهاب الدين أحمد ابن سامة محدِّثًا عَدْلًا شُروطيًّا، نسخ الأجزاءَ وحمل عن ابن عبد الدائم وعدَّة، ومات بعد السَّبع مئة.
٥٨٠ - الحَلْبُوني *
الشيخ الزاهد العابد القُدوة، أبو عمرو عثمان الصَّعيدي، المعروف بالحَلْبُونِي، لإقامته مدّةً بحَلْبُون.
رأيته شيخًا مَهِيبًا حسن السَّمْت، قليل الشَّيب، محفوظ الوقت، فيه تألُّهٌ وصِدق، وتُؤثَر عنه حال وتوجُّه وتأثير.
أقام مدة ببَعلَبَكّ ومدة ببَرْزَةَ وبها توفّي، فطلع إلى جنازته ملك الأمراء الأفرم والقضاة.
توفّي في المحرَّم سنة ثمان وسبع مئة.
وكان قانعًا متعفِّفًا، حسن الاعتقاد، قد ترك الخُبز من سنين عدَّة، ويقول: إنه يتضرَّر بأكله، حضرتُ معه دعوةً ودعا لنا.
(*) الوافي بالوفيات: ١٩/ ٣٤٢، الدرر الكامنة: ٣/ ٢٥٣، شذرات الذهب: ٨/ ٣٢.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute