وكان قد جزًّا الليل، فالثُّلث الأول لراحته، والثاني للعبادة، والثالث للمطالَعة، إلى أن قال: وكان يتلألأُ وجهُه نورًا، لم أرَ مثله.
٤١٣ - كيختو *
ابن هولاكو القان الكبير مَلِك التَّتار.
تَسَلطَن بعد موت أرغون بن أبَغا سنة تسعين، وأقام بالرُّوم مدة، ومالت فرقةٌ من المغول إلى ابن أخيه بَيْدو فملَّكوه، فقويَ وتملَّك العراق وخراسان، فقصده كيختو، فالتقَى الجمعان، فقُتِل كيختو في سنة ثلاث وتسعين واحتوى بَيْدو على الدَّست، فخرج إليه قازان بن أرغون، وكان متسلِّمًا ثَغْرَ خُراسان، عاصيًا على المذكورَين، فأقبل طالبًا للمُلك، وظفر ببَيدو، واستولى على السَّلطنة، ثم أسلم في سنة أربع وتسعين، وأما كيختو وبيدو فلم يُسلِما، وكان كيختو يَمِيل إلى المسلمين ويعطي الفقراء.
وقيل: إنه قُتل في سنة أربع، فالله أعلم.
ويقال: إنَّ الأمراء قَبَضوا عليه وسلَّموه إلى بَيدو، وكان بيدو سار إلى العراق فقَتَلَ وسَبَى وغَصَب، فغضب كيختو وسجنه أيامًا، وأطلَقَه، فخرج عليه، فلم يُمهَل وهَلَك.
عاش كيختو نحو ثلاثين سنة ولم يُسلِم، فأما بَيْدو فمال إلى النصارى، وقيل: إنه تنصَّر.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٧٧١ و ٧٩٣، الوافي بالوفيات: ٢٤/ ٢٨٤.