وأخذ الأدب عن ابن مالك، ومجد الدين ابن الظَّهِير، وبَرَعَ فِي النَّظْم الرائق والنَّثر الفائق، وانتهى إليه علم الترسُّل، وصنَّف فيه كتابًا نفيساً، وباشَرَ كتابةَ الإنشاء بدمشق وبمصر مدةً.
نقله إلى مصر وزيرُها ابن السَّلعُوس، وتقدَّم ببلاغتِه وبديع إنشائه، وسكونه وتواضعه، ثم بُعِثَ على ديوان الإنشاء بدمشق بعد الصاحب شرف الدين ابن فَضْل الله، فكان نائبُ السلطنة يحترمه ويَرَى له، فأقام على المنصب ثمانية أعوام.
وتُوفِّي فولي بعده ولدُه القاضي شمس الدين محمد، رعايةً لحق المرحوم، وصلَّى عليه النائب، ودُفن بتُربةٍ له بسفح قاسيون.
وقد ذُكِرَ في مصر لقضاء الحنابلة، ولم يُخلِّف الرجلُ في معناه مثله، سمعتُ منه وأنشَدَني من شعره.
عاش ثمانين سنة وأشهُرًا، توفي سنة خمس وعشرين.
٧٧٠ - إسحاق بن يحيى*
ابن إسحاق بن إبراهيم، الشيخ العالم الفاضل، المُسنِد المعمَّر، عَفيف الدين أبو محمد، الآمِدي ثم الدمشقي، الحنفي، شيخُ دار الحديث الظاهريّة.
وُلد سنة اثنتين وأربعين وست مئة بآمِد.
وارتَحَل به أبوه في سنة ثمان وأربعين فسمَّعَه من عيسى بن سلامة،