للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان أبيض أشقر، من أبناء الستين، ورأيت نائب الساحل يُثني على شجاعة غُرلو يوم وقعة عُرْض (١)، .

٦٩٣ - ذُون بترو *

الملك الكبير، طاغية الفِرَنج، الأندلسي.

قتل سنة تسع عشرة وسبع مئة، وسُلِخَ وَحُشِيَ قُطنًا، وعُلِّق على باب غرناطة.

ومن خبره فيما ذكر لنا المحدِّث ابن ربيع: أنَّ الفرنج حشدوا ونفروا في البلاد، وذهب سلطانهم ذُون بطرو إلى طُلَيطلة، فدخل على الباب فسجد له وتضرَّع، وطلب منه أن يستأصل ما بقيَ من المسلمين من الأندلس فأكَّد عزمه، وقلق المسلمون، فعزموا على أن يستنجدوا بصاحب الغرب المَرِينيّ، ونفَّذوا إليه، فلم ينجع، فلجأ أهل غرناطة إلى الله تعالى، وأقبل جيش الصليب في عدد لا يُحصى فيه خمسةٌ وعشرون ملكًا، فقُتلوا كلهم عن بَكْرة أبيهم، وأقلّ ما قيل: إنه قُتل في تلك الملحمة خمسون ألفًا من النَّصارى، وأكثر ما قيلَ ثمانون ألفًا، وكان نصرًا عزيزًا، ويومًا مشهودًا، والعجب أنه لم يُقتل من الأجناد سوى ثلاثة عشر فارسًا، وأنَّ عسكر الإسلام كان نحو ألف وخمس مئة فارس، والرَّجّالة نحو من أربعة آلاف راجل، وقيل دون ذلك، وكانت الغنيمة تفوق الوصف، وطلبت الفرنج الهُدنة فعُقدت، ولله الحمد والمنَّة، وبقيَ ذون بتره معلّقًا على باب


(١) عُرْض: بضم أوله وسكون ثانيه: بلد في برِّية الشام، من أعمال حلب، بين تدمر والرَّصافة.
(*) الوافي بالوفيات: ١٤/ ٣٤، المنهل الصافي: ٥/ ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>