بُويع بالخلافة بعد فصول يطول شرحُها بمصر في سنة إحدى وستين وست مئة.
نهض ببيعته الملكُ الظاهر، وعُقدت له الإمامة بمَحفِل عظيم، تسلطن حينئذٍ الملكُ الظاهر ركن الدين، ثم طُلِب له مَن يزيدُه في العلم والخطِّ والآداب، فأُحضر له من الشام العلّامة شرف الدين أحمد ابن المقدسي، فلازمه سنة كاملة.
وكان له معلومٌ يناسب الحال، وامتدَّت أيامه أربعين سنة، ولمّا احتُضِرَ عهد بالخلافة إلى ولده المستكفي بالله أبي الرّبيع.
توفي بداره بالكَبش بين مصر والقاهرة في ثامن عشر جمادى الأولى سنة إحدى وسبع مئة.
٥٠٠ - الصُّوري *
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن أبي الفتح، الصُّوري ثم الصالحيّ، الحنبليّ، المُسنِد، المعمَّر البركة، تقي الدِّين أبو العباس.
ولد سنة سبع عشرة وست مئة.
وسمع في الرابعة من الإمام موفَّق الدين، وكان خاتمةَ أصحابه.
وسمع من: ابن أبي لُقْمة، وأبي القاسم بن منصور، وأبي المجد القَزْوينيّ، والبهاء عبد الرحمن، وابن الزَّبيدي.