للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتلا بالسَّبع على جماعة، وسكن سَبْتة، وكان رأسًا في الذكاء، أراده الأمير العَزَفي أن يقرأ في رمضان "السِّيرة"، فبقي يدرِّس كلَّ يوم مِيعادًا ويورده، فحفظها في الشهر، وكان طيِّب الصوت، مقدَّمًا في القرآن، صاحب فنون.

يروي عن أبي عبد الله الأزْدي، أَخذ عنه أئمّة.

وتوفِّي سنة إحدى وسبع مئة في رمضان.

٥٠٧ - ابن الجابي *

الإمام الخطيب، علاء الدين علي بن الحسن الدمشقي، ابن الجابي. خطيب جامع جرّاح من مدَّة.

كان طيِّب الصَّوت، بليغ الأداء، يُورِد خُطبًا طِوالًا ويقصده الناس، وله عمل كثير في كيمياء الفضة، وزعم أنها صحَّت معه، ويُغرَى بذلك، وجمع نحو أربع مئة دينار، ثم أقبلت التتار، فكابر وقَعَدَ ببيته بجامعه، فدخلت التتار فكلَّمهم بالتُّركي، فأخذوا ثيابه وفرسه ونحو ثلاثين قطرميزًا من زيت وعسل ومخلَّل، ثم أتته فرقة أخرى وقالوا: أين المال، فتَمسكَن لهم، فوجدوا لازورد فهمُّوا أن يُوجِرُوه به، وهو يَقتُل، فصاح وحفر لهم عن ثلاث مئة دينار، فأخذوا الذهب وعذَّبوه، ثم هرب وتسلَّق من باب صغير، فظَفِرَ به ناس، وطالبوه بمصادرة، وقاسى ذلًا وفقرًا.

توفي في ربيع الآخر سنة إحدى وسبع مئة وهو مقارب الستين، وخطب بعده شيخُنا شرف الدين سنتين حتى نُقِل إلى جامع دمشق.


(*) الوافي بالوفيات: ٢٠/ ٢٢٩، الدرر الكامنة: ٤/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>