وُلد بحرَّان وقدم دمشق شابًّا، فاشتغل وبَرَع في المذهب، وأخذ عن: ابن أبي عمر، وابن عبد الوهاب، والفخر البعلي، وابن المُنجَّا، وسمع من ابن الصَّيرَفي وعدة.
وكان بقيَّة سلفٍ ذا إخلاص ووَرَع وهَضْم لنفسه، كان يقول: ما حدَّثَتني نفسي بالترفُّع على مسلم، لأني خبير بنفسي، ولست أعرف أحوالَ الناس.
وكان لا يُفتي إلا بما يَدِين الله تعالى به، ويمتنع كثيرًا من الفتوى، تَخرَّج به أئمةٌ، وكان رأسًا في الفقه، يُعيد في مدارس تلامذته.
توفِّي في جمادي الأول سنة تسع وعشرين وسبع مئة، وشيَّعه الخلق، عاش ثلاثًا وثمانين سنة وأشهُرًا، قَلَّ مَن رأيتُ مثله في الفقه والدِّين.
٨٠٦ - القُونَوِيّ *
العلَّامة ذو الفنون، قاضي القضاة شيخ الشيوخ، علاء الدين أبو الحسن، علي بن إسماعيل بن يوسف، التِّبْريزي الأصل القُونَوي الشافعي.
وُلد سنة ثمان وستين.
وتفقَّه وتفنَّن وبَرَع وناظَرَ، ثم قَدِمَ علينا في أول سنة ثلاث وتسعين وست مئة، فرُتِّبَ صوفيًّا، ثم درَّس بالإقباليّة.
وسَمِعَ من: أبي حفص بن القوّاس، وأبي الفضل بن عساكر، وجماعة، وبمصر من الأبَرْقُوهي، وطائفة.