قد كان يَقنَعُ بالخيال إذا سرى … عند الكرى لو كان [يومًا] يرقُدُ
وإذا أنخْت لِسَرْحتي وادي قُبا … أو بالكَثيب أو استبانَ المشهدُ
بادِرْ إلى تقبيلِ مَوطِئ نعْلِ مَن … سَبَقَ المحبُّ له وصلَّى المَلْحِدُ
فتأخّر الروحُ الأمين وقال سِرْ … يا سيِّد الكونَينِ إنك أمجدُ
فسَرَى بلا كَوْنٍ ولا أينٍ ولا … حَدٍّ … وحلَّ الأوحَدُ
توفي في ربيع الآخر سنة ست وثمانين عن نيِّف وسبعين عامًا.
٣١٠ - ابن مالك *
العلّامة شيخ العربية وابن شيخها، الإمامُ بدر الدين، محمدُ بن محمد بن عبد الله بن مالك، الطائي، الأندلسي ثم الدمشقي.
أحد أذكياء وقته، ومن أئمة العربية، وله يدٌ بيضاء في علم البيان، وبصرٌ بأصول الفقه، تخرَّج به أئمة، وكان طويل النَّفَس في البحث، تصدَّر بجامع دمشق للإقراء بعد والده، وكان من نجباء تلامذة والده، وشَرَحَ "ألفيّة" أبيه، وشرح العمدة"، وصنَّف كتاب "المصباح" في المعاني والبيان، وكان كيِّسًا، منطقيًا، مُعَاشِرًا.
توفِّي في المحرَّم سنة ست وثمانين وست مئة بدمشق، وما شاخَ بل مات في أول الكهولة.
ناب في تدريس الرَّوَاحِيَّة عن ناصر الدين بن المَقْدسي، وأعاد بالأمينيَّة، وكان يعتريه قُولَنْج منه مات، وخلَّف أولادًا، وأعاد بالأمينية بعده كمالُ الدين بن الزَّمْلَكاني، فعمل مدرسًا كذلك، وحضر الأعيان،