للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العلم والتقوى حتى اجتنى النّباهة، ذاك الذي حاز كلَّ فضلٍ جزيل، وحوى كلَّ فعلٍ جميل، والذي يقالُ فيه: إنَّ الزمان بمثله لَبَخيل. وبالجملة فالاستغراقُ في مناقبِه يَخرُج عن الإمكان، ويحوجُ إلى توالي الأزمان. وكُتِب له: بقية المجتهدين، وقُرئ بين يديه فأقرَّ عليه، ولا شكَّ أنه من أهل الاجتهاد، وما ينازع في ذلك إلّا من هو من أهل العِناد، ومن تأمّل كلامه علم أنه أكثرُ تحقيقًا وأمتن، وأعلم من بعض المجتهدين فيما تقدمَّ وأتقن.

إلى أن قال: وُلِدَ الشيخ تقيُّ الدين ووالدُه متوجِّهٌ في البحر المالح إلى الحجاز الشريف، يومَ السبت خامس عشر من شعبان سنة خمس وعشرين وست مئة.

إلى أن قال: وطاف به والدُه، ودعا له أن يجعلَه اللهُ عالمًا عاملًا، إلى أن حَكى من وسواسه في صغره أن غَسَل هاونًا مرّات، فقال له أبوه: ما تريد يا محمّد بهذا؟ فقال: أريد أركِّبُ حِبرًا.

إلى أن ذَكَر في شيوخه: الشيخ البكري، وابن الأنجَب البقّال، ووالده مجد الدين، وعبد الوهّاب ابن زَين الأُمناء، ومحيي الدين يحيى بن الزكيّ، والرّشيد العطَّار، والقفطي تلميذ والده البهاء، وكان يقول عن البهاء هذا: البهاء معلِّمي، وجالَسَ في الأصول الشمس الأصبهاني لمّا حكم بقُوص.

ابن دقيق العيد

الإمام العلَّامة الحافظ المجتهد، شيخ الإسلام، تقيُّ الدِّين أبو الفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>