الشيخ العالم الحَبْر المقرئ، العَدْل الصالح المُسنِد، بقية السَّلَف، عز الدين أبو الفِدَاء، إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو بن موسى بن عَمِيرة، المَرْداوي ثم الصالحي الحنبلي، ويُعرَف بابن المُنادِي.
وُلد سنة عشر وست مئة.
وسمع من: الشَّيخ المُوفَّق كثيرًا، ومن ابن أبي لُقْمة، وابن البُنّ، وابن راجح، والقَزْويني، وابن الزَّبيدي، وابن صَبّاح.
وحدَّث بـ"الصحيح" مرّات، وبـ"شرح السُّنّة" وبـ"معالم التنزيل" غير مرَّة.
وكان حسنَ الصَّمت والسَّمت، كثير التلاوة، جميل البِزّة، متواضعًا، محبًّا للتسميع، أُصيب في كائنة التتار بأهله وماله، واحتاج وبَرَد، فالله يأجُره.
سمعت منه كثيرًا، وخرَّجتُ له "مشيخة".
توفي في جمادى الآخرة سنة سبع مئة.
وتُوفِّيت أخته صفية قبله بسنة، عُدِمت أيامَ العدو، ولها بضع وثمانون سنة، تروي عن الشيخ الموفَّق، وعاشت أختها فاطمة إلى سنة سبع عشرة وسبع مئة، فروت عن الزَّبِيدي.
وقُتل أيامَ التتار ابنُ عمِّهم المُعمَّر الخيِّر إبراهيم بن أبي الحسن الفرّاء عن تسع وثمانين سنة، روى لنا عن: موفَّق الدين ابن قُدَامة، وأبي المَجْد القَزْويني، والبَهَاء، وكان يذكر أنه أكبر من ابن عمِّه الفرّاء.