للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان بخَانْقاه الطاحون، فكان إذا طلعت الشمسُ استَقبَلها وصَلَّبَ وجهه، نسأل الله العفو.

صَحِبَه العَفِيف ابن عمران الطبيب، وعبد الله الطبيب المَسْلَماني، والشيخ سعيد المغربي.

مات في شعبان سنة تسع وتسعين وست مئة بدمشق.

وللناس فيه اعتقادٌ كبير، وكان يستولي عليه الفِكرُ، ويغيب عن نفسه، والله أعلم بنيَّتِه. أعاذَنا الله وإياكم من تصوُّفٍ منافٍ للشرع، وسلَّمَنا من ضلال الاتحادية ومروق الباجُرْبَقيّة (١)، وانحلال البَرهميَّة، وسَلَكَ بنا المَحَحَبَّة المحمدية، آمين آمين.

٤٧٨ - الدَّوَاداري *

الأمير مقدَّم الجيوش، فخر المحدِّثين، عَلَمُ الدين أبو موسى، سَنْجَر التُّركي البرليّ الصالحي الدَّوَاداري.

وُلد سنة نيِّف وعشرين، وجُلِب في حدود سنة أربعين.

وكان مليحَ الشَّكل، مَهيبًا، رَبْعة، سمينًا، جَهْوريَّ الصوت، فصيحًا، شجاعًا، عالمًا، حسن الخطّ، حافظًا للقرآن، ولـ"الإشارة" في الفقه لسُلَيم، وطلب الحديثَ ونسخ وتَعِب، خرَّج له الشيخ عَلَمُ الدين "معجمًا" في مجلَّد، وخرَّج له شيخنا المِزِّي "عواليَ".

وحجَّ ستَّ مرّات، أحدها هو واثنان، وكان من مقدَّمي الحَلْقة في أيام


(١) هي فرقة ضالّة تنسب إلى الشيخ محمد بن عبد الرحيم الباجُربَقي المتوفى سنة ٧٢٤ هـ كما في البداية لابن كثير ١٨/ ٢٤٧، وستأتي ترجمته عند المصنف برقم (٧٥٠).
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٩٠٩، الوافي بالوفيات: ١٥/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>