للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتسعين وست مئة.

وقد درَّس بالرَّوَاحيّة وغيرها، وما أظنه صنَّف مع سَعَة دائرته، وفَرْط ذكائه.

قال ابن الزَّمْلَكاني: جمع علومًا كثيرة، وكان خارقَ الذِّهن، قويَّ الحافظة، يسمع الأوراق العدّة مرةً يعيدها بأكثر لفظها، وكان لا يدخل في ذهنه الفاسد (!) ولا يقبله، وعنده رَوَايا من العلم لم تكن عند غيره، طَلْق العبارة، قويّ البحث، مِقْدامًا شجاعًا.

قلت: وكان جبَّارًا قويّ النَّفْس، لا يخضع أبدًا، وعليه قساوة واضحة، ومتَّهَم في دينه.

٤٨٦ - إمامُ الدِّين *

قاضي القضاة، أبو المَعالي عمر ابن القاضي سعد الدين عبد الرحمن ابن عمر بن أحمد، القَزْويني، الشافعي.

مولده بتِبْريز في سنة ثلاث وخمسين.

واشتَغَل وتفنَّن ثم قَدِمَ دمشق في الدولة الأشرفية هو وأقاربه، فأكرم مَورِده، وكان تامَّ الشكل، ضخمًا، وسيمًا، عالمًا، عاقلًا، متواضعًا، وَقُورًا.

درَّس بالقَيمُريّة وغيرها، ثم صُرِفَ ابنُ جماعة من قضاء دمشق ووليَه هو، فأحسن السِّيرةَ، ودرَّس، ولما وقعت الكَسْرةُ بوادي الخَزْندار انجفل إلى مصر، فدخلها عَليلًا، وتُوفِّي بعد أسبوع وشيَّعه الخَلْق في الخامس


(*) الوافي بالوفيات: ٢٢/ ٣١٠، شذرات الذهب: ٧/ ٧٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>