للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في كفن باكيًا، مستسبلًا للموت فعفا عنه السلطان وأعطاه مئة فارس، فلما أن تَسلطَن كُتبُغا، وذهب السلطان إلى الكرك مقيمًا، عمل لاجِين نيابةَ المملكة، ثم بعد سنتين توثَّب على الملك وقتل الأزرق وبتخاص وفرَّ منه كتبغا سليمًا، وتمكَّن لاجين وسُمِّي بالملك المنصور، واستناب مملوكه مَنكوتَمُر فبقى مَنكوتمُر يُوحِش أستاذَه من الأمراء، فقبض على طائفة، وسقى جماعة، وأمسك الذين قاموا بسلطنته مثل بَيسَرِي وقراسُنقُر وأيبَك الحَمَوي، ومن أجل ذلك خاف نائب دمشق قبجق وألبكي وبكتمر السلحدار، ودخلوا إلى الشرق، فأقبل عليهم قازان وفَرِحَ بهم.

فلما كان من عاشر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ركب السلطان صائمًا، ثم أمسى وصلَّى وجلس على الشِّطرنج وعنده القاضي حسام الدين الحنفي وأميرٌ وبُرَيد البدوي والمُجِير إمامُ السلطان، فهَجَمَ عليه ستة في السلاح، فيهم كُرْجي، فنزلوا عليه بالسيوف وبادَروا إلى مَنكُوتَمُر فاستجار بطُغْجِي فأجاره ساعة، ثم قُتِل، وطلبوا الوصول للسلطان الناصر من الكَرَك وحَلَفوا له، وكان لاجِيْن من أبناء بضع وأربعين سنة.

وحدَّثني الأمير قان ابن الملك المُعزّ قال: طلبني الملك الأشرفِ فاشترى منِّي لاجين الذي تَسَلطَن بخمسة آلاف درهم، وكان باقيًا على ملكي من زمن أَبي.

٤٧٢ - ابن القوَّاس *

الشيخ الجليل الخيِّر المُعمَّر، مُسنِد الشام، ناصر الدين أبو حفص،


(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٨٧٧، الوافي بالوفيات: ٢٢/ ٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>