نائب المملكة، حسام الدين أبو سعيد التُّركي، المنصوري السَّيْفي.
من نبلاء الأمراء حزمًا ورأيًا وشجاعةً وخبرةً، وسياسةً وهيبةً ورواءً، اشتراه أستاذه قبل السَّلطنة من ابن المَوصِلي، فترقَّى عنده إلى أعلى الرُّتب، حتى صيَّره في الأستاذ داريّة، واعتمد عليه، فلما تملَّك صيَّرَه نائبه، وعَظُم وتمكَّن وكثرت أمواله وغلمانه.
وكان مليح الشكل، وقورًا، من أبناء الخمسين أو دونها.
نَدَبه السلطان إلى محاصرة سُنْقُر الأشقر سنة ست وثمانين، فأقبل وعبر بدمشق في دَسْت الملوك الكِبار، وقصد صِهْيَون، فنزل إليه سنقر الأشقر بأَيْمان مؤكَّدة، فوفَّى له وصيَّره أميرًا بالقاهرة، وبعدما توفي السلطان وقام ولدُه الملك الأشرف، فبَسَط عليه العذاب الشديد المهلِك - على طُرنطية - حتى تَلِف، ولقد صبر المسكين صبرًا جميلًا، ﵀، فيقال: عُصِر إلى أن مات وما سُمِع منه كلمة، وليَ عذابَه علم الدين الشُّجاعي، وكان بينهما عداوة وشحناء، ولما غُسِّل تميَّع وتزايلت أوصاله.
قيل: خلف من الذهب ألف ألف دينار، وكان ذا حِرص، وفي لسانه بَذَاء، واصطفى السلطانُ أمواله.
مات في آخر سنة تسع وثمانين.
وفيها مات:
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٦٣٢، الوافي بالوفيات: ١٦/ ٢٤٦.