وطلب الحديثَ في وقتٍ وقرأ الحديث، وكان فصيحًا مسرِعًا، له خبرة بالمتون، وكان بصيرًا بالمذهب وأصوله والعربية، ذكيًّا فطنًا مُدرِكًا، فقيه النفس، له اليد البيضاء في النَّظم والنَّثر، تفقَّه بالشيخ تاج الدين، وأفتى وله نيِّف وعشرون سنة، وكان يُضرَب بذكائه المثل، وكتابته منسوبة.
صنَّف أشياء مفيدة، تخرَّج به الأصحاب، ودرَّس بالشامية والظاهرية والرَّوَاحية، ووليَ نظرَ الخزانة والوكالة، وكتب في ديوان الرسائل مدةً ثم نُقِل إلى قضاء حلب ومدارسها، فأقام بها أكثرَ من سنتين، واشتغلوا عليه.
ثم طلبه مولانا السلطان إلى بابه ليولِّيَه قضاءَ دمشق وفَرِحَ الناس به، فمرض وأدركه الأجلُ ببِلبِيس رحمه الله تعالى في سادس عشر رمضان سنة سبع وعشرين وسبع مئة، وله ستون سنة.
خرَّج له العَلائيُّ "عواليَ" و "أربعين"، فقرأتُها عليه.
وكان بيننا وُدٌّ وصفاء، واللهُ تعالى يعفو عنه، آمين.