توفِّي في شوّال سنة أربع وثلاثين، ودُفن بجنب والده بمقبرة الإمام أحمد، رحمة الله عليهم.
٨٧٢ - القِبَابي *
الفقيه الإمام، القُدْوة الربَّاني، بَرَكة المسلمين، نجم الدين عبد الرحمن ابن حَسَن، اللَّخْمي، المِصري القِبابي.
والقِباب: قريةٌ من ناحية دِمياط.
تفقَّه لأحمد، وكان زكيَّ النفس ثَخِين الوَرَع، ذا حظٍّ من صِدق وعَزْمِ، وتألُّه وقُنوع، حدَّث بشئ يسير عن عيسى المُطعِّم.
وتحوَّل من مصر بأهله وتَرَك المدارس، ثم انزَوَى بحِمص، ثم فتح له فاخوريّا أيامًا، فكان يُنبِّه المشتري على عيوب الشَّرْبة، ثم تحوَّل إلى حَمَاة فعَرَف به ملكُها فأَقبل عليه، واشتَهَر أمرُه وقُصِد بالزِّيارة.
مولده سنة ثمان وستين وست مئة، وتُوفي في رجب سنة أربع وثلاثين وسبع مئة، وحُمِلَ على الرُّؤوس، وتأسَّف الخلقُ عليه، وقبره بحَمَاة يُزار، رحمه الله تعالى.
وكان قد فتح له في القِماش الخليع بحماة، فجاءه إنسان يَسُوم فُوطةً، فقال: مُشتَراها ست وثلاثون، فقال له: ولك درهم، ثم سأله: أرخيصة هي؟ قال: لا، بل قيمتها ثلاثون درهمًا، فتركها وذهب.
(*) معجم الشيوخ الكبير: ١/ ٣٥٩، الوافي بالوفيات ١٨/ ٨٠، ذيل طبقات الحنابلة: ٥/ ٥٣، الدرر الكامنة: ٣/ ١١٦، شذرات الذهب: ٨/ ١٨٨، وفي هذه المصادر غير الدرر: عبد الرحمن بن حُسين.