للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واشتَغل على عمِّه الشيخ صدر الدين بمصر وبدمشق، سمع معي من إسحاق النَّحَّاس، وقد درَّس بعد عمِّه بالمَشهَد، ونابَ في الحُكْم عن ابن الإخنائي، وسمع أيضًا من ابن مُشرَّف وابن دَقيق العيد.

زلزلة بطرابُلُس

عظيمة، قَتَلت ستين نفسًا، حدَّثني مُوقِّت طرابلس بها سنة أربعين: وَرَدَ كتاب نائب طرابلس طينال إلى ملك الأمراء والملوك، يُنهي: أن في رابع عشر صفر يوم السبت، اشتدَّت الريح بسَمُوم وحرٍّ شديد، وعَصَفَت على جبال عَكَّار، وسقط نجمٌ متّصِل نوره بالأرض كالعمود برَعْد شديد، فانتشرت منه نارٌ تَقسَّم شررُها في أراضي الجون، ثم انعكست النار إلى نواحي الشَّمال، فجاءت المطالَعات إلى طيها بمحاضر شرعية: أن النار سمائية أحرقت جملةً من أشجار الزيتون وبعض بَيَادر، وجفَّفت الثِّمار، وأحرقت بيوتًا، فأحرقت في قرية الظاهريّة بيوتَها، وأحرقت قريةً أخرى تُسمَّى الحرفوشيّة كلُّها أخصاصٌ وضِياع بصافيتا أصابتها النار، وما أحرقت آدمي.

حدَّثني أبو الفتح أحمد بن المُحِب المقدسي: أنه مرَّ بالفِيجة في ثامن عشر صفر سنة أربعين، فرأى قبّة خشب قد احترقت وبقى منها رسوم، واحترق بلِصْقها ثلاثة بيوت، قال: فذكر لي الحاجَّ محمد بن رافع أن الخشب كان لأخيه، فصدَّقه إمام أفرى، وقال: نزلت قطعةٌ من النار من الغيم إلى القبّة نهارًا يوم نصف صَفَر، قال إمام أفرى: وأحرقت النار منديلي، فرأيتُه على كتفه فيه قوّارتان، وكان ذلك آيةً.

نقلتُ من خطِّ الإمام صلاح الدين العَلَائي قال: نسخة كتابٍ وَرَدَ إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>