للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان ذكيًّا خبيرًا بالأمور منبسِطًا، من كبار أمراء دمشق.

أَوصى أن يُدفَن عند أمِّه بتُربة الكامليَّة فما مُكِّن، فدُفن بتُربة جدّتهم أم الصالح في جمادي الآخرة سنة سبع وعشرين وسبع مئة.

وله أولادٌ أمراء، لا يزال هو وهم في دُيون ضخمة لكرمهم وتبذيرهم.

واقعة الثَّغْر

اختَصَمَ مسلمٌ وإفرنجيٌّ فضربه بمَدَاسه، فرُفع الأمر إلى الكَرْدَري الوالي، فرَكِبَ وأَمَر بغلق باب البحر قُبيل الغروب، والناس برَّا في الفُرجة فقَلِقوا، ومشى الأعيان إلى الوالي وقالوا: أولادنا برَّا البلد، فأَمر بفتح الباب بعد نومه فازدحموا، وسُلَّت السيوف، وخُطِفت العمائم، وطلع الضوءُ عن نحو عشرة موتى من الازدحام، فلما خرج الوالي لصلاة الجُمعة رَجَمَته الغَوْغاء، فرَدَّ إلى بيته، فأَتَوا بقشٍّ ونار وأحرقوا باب السلطان، وأخرجوا المُحبَّسين، ونهبوا اثنتين ثلاثة لأعوان الوالي، فبطق إلى مصر وغوَّثَ.

فتَنمَّر السلطانُ، واعتقد أنهم أخرجوا الأمراءَ المحبَّسين، فأمر ببَذْل السيف في الإسكندرية وهدمِها، وجهَّز أربعة أمراء، فأَحضروا قاضي البلد ونائبه فأُهينا، فقال النائب ابن التَّنَسيّ: لا تُهِينوا الشَّرع، فبُطِحَ وضُرب غيرَ مرة.

وأُهين الكارميّةُ، وأُخذ منهم ومن الرعيّة أموال لا تُحصَى، وافتَقَر خلقٌ، ثم وَسَّطوا ثلاثين نفسًا يوم جُمعة وعَظُمَ الخَطْب، ومنهم من نَزَحَ، وتضعضع البلدُ إلى الغاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>