للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنه هَجَمَ مدينةً للفِرَنج في أربعين فارسًا، وبَعَثَ إلى ملكهم: أن ابرُزْ، فقد حَصَلتُ في قبضتك؛ فما قَحَمَ عليه، بل أضافه وخَدَمه.

٨٤٨ - المحروق *

وزيرُ الأندلس، أبو عبد الله محمد بن أحمد، الغَرْناطي.

ذَكَر لي أبو إسحاق النُّميري الكاتب: أن هذا كان شاهدًا، ثم ترقَّى إلى أن صار مُنشِئًا، ثم صار وكيلَ السلطان أبي الجُيوش ابن الأحمر، ثم لولده السلطان أبي الوليد، فلما مات الوزيرُ أبو الحسن بن مسعود مِن الجِراحات التي نالته يومَ مَصرَع أبي الوليد ابن الأحمر، وليَ الوزارةَ هذا، وتَمكَّن من الأمور في دولة محمد بن [أبي] الوليد، وأَخَذَ في إبعاد كبار القُوّاد إلى الحصون، بحيث إنه عَمَدَ إلى قائد الجيوش عثمان بن أبي العلاء فعَمِلَ عليه حتى أخرجه من غَرناطة، فسار ابنُ أبي العلاء في جنده فنَزَل بظاهر المَرِيّة وغَلَبَ على أندرش برغبةٍ من أهلها فيه، وكَثُر عسكرُه، ثم لاطَفَه المحروقُ فتحوَّل إلى رَبَضِ وادي آش، وسَكَنَت النائرةُ، واشتغل المحروقُ بأعباءِ الأمور عمّالًا على الملك.

وهو الذي أعطى رُنْدة والجزيرة الخضراء ومَربَلُّهْ لصاحب المغرب أبي سعيد، فضاقَ منه السلطانُ محمد، فلما كان في أول سنة تسع وعشرين وسبع مئة تَنمَّر منه محمدٌ وهيَّأ له اثنين من الشُّجعان، وهما: غالب ومقاتل، فلما جاء الوزيرُ في أعوانه قالا للأعوان: ميلوا حتى تخرج والدةُ السلطان، فخرجوا، فأغلقا البابَ دونَهم، ثم شَدَّا عليه فقتلاه، ورَدَّ ابنُ


(*) الإحاطة في أخبار غرناطة: ٢/ ٧٩، الدرر الكامنة: ٥/ ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>