للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حاجبي السلطان كتبغا، فقتلهما، فاختبط الجيش، ونجا كتبغا بنفسه في ثلاثة مماليك، وساق إلى دمشق، فبادر نائبُه والأمراء إلى خدمته، ثم دخل إلى القلعة وضُربت البشائر.

وأما لاجين فساق الجيوش المنصورة بين يديه وتملَّك واستَوسَق له الأمر، وتلقَّب بالمنصور، ثم تلاشى مُلْك كتبغا وانزوى بإذن السلطان الجديد إلى قلعة صَلخَد في مماليك يسيرة، فأقام بها عامين، واحتسب وصبر إلى أن قُتِلَ الثائر عليه، وعاد الناصرُ إلى سلطنته في سنة ثمان وتسعين وست مئة، فاعتنى بأمر كتبغا، وأعطاه مدينة حماة بعد صاحبها الملك المظفَّر، واستقلَّ بها إلى أن تُوفّي، ونُقل في تابوت إلى تُربةٍ له بسفح قاسيون في شهر ذي الحِجة (١) وهو في آخر الكهولة، وكان أسمر قصيرًا، دقيق الصوت، فيه خير وشجاعة، في أيامه كان القحطُ الشديد بمصر والفناء، ، وكانت دولته سنتين.

٥٢١ - محمد بن قايماز *

الشيخ المقرئ العالم، شمس الدين أبو عبد الله الطحّان، عتيق بِشْر الدَّقيقي، الدِّمشقي.

ولد سنة تسع عشرة وست مئة ظنًّا. وسمع "الصحيح" ورواه.

سمع: ابن الزَّبيديّ، وابن صَبّاح والإربِلِي، والتَّقي ابن باسَوَيه، والعَلَم السَّخاوي، وتلا عليه بالسَّبع.

وكان ديِّنًا خيِّرًا وقورًا، من طلبة الحديث بتُربة أم الصالح.


(١) من سنة اثنتين وسبع مئة يومَ النحر.
(*) معجم الشيوخ الكبير: ٢/ ٢٦٣، الدرر الكامنة: ٥/ ٤٠٤، شذرات الذهب: ٨/ ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>