للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مئة، فقام بعده مظفَّر الدين بالقلعة، وهي حصن منيع إلى الغاية يَقرُب من أنطاكية بينهما يوم.

وكان مظفر الدين حازمًا سائسًا مهيبًا، وامتدت دولته، وعاش نحو التسعين، توفي بصهيون في ربيع الأول سنة تسع وخمسين وست مئة، فتملَّك بعده ولدُه سيف الدين محمد بن عثمان مدة، ثم أخذ الملك الظاهر صهيونَ وأعطى صاحبَها إمرة دمشق.

١٤ - الصاحب القزويني *

وزير العراق بعد ابن العَلقَمي، الصاحب الرئيس عماد الدين القَزْوِيني أبو الفضل.

ولّاه هولاكو فسَلَك قانون العراق في لُبْس القبّار والقميص، وركب بالكَنبوش (١) الحرير الأسود، والمشدَّة في عنق المركوب، فأنكر عليه بهادر وأزال ذلك، فتصرّف نحو عامين، ثم قتلوه صبرًا بالدّركاه (٢)، في أوائل سنة تسع وخمسين، وكان سيِّئ السيرة، سامحه الله، ورُدَّ أمر العراق إلى صاحب الديوان علاء الدين الجُوَيني فأحسن السيرةَ وعمَّر البلاد.

وقال الكازَرُوني: كان القَزْويني أول من فتح المدارس والوقوف فأدرّ الوظائف على أربابها، وعمَّر الجامع ببغداد.


(*) تاريخ الإسلام: ١٤/ ٩١٦، الوافي بالوفيات: ٢٤/ ٥٨.
(١) الكنبوش: هي البرذعة (أي: الكساء) التي تُجعَل تحت سرج الفرس.
(٢) الدركاه لفظ فارسي معناه: الساحة أو الحوش المؤدّي إلى بناء كبير مثل قصر السلطان أو غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>