وسمع في حياة ابنِ خليل الحافظ "جزءَ ابن عَرَفة" من قاضيهم، وأجاز له ابنُ خليل، وتلا بالسَّبع ببغداد على أبي الحسن الوُجُوهي صاحب الفخر المَوصِلي، وتلا بالعَشْر على المُنتجَب صاحب ابن كدي، وأَسند القراءات بالإجازة عن الشريف أبي البدر الداعي، وقرأ "التعجيز" حفظًا على مؤلِّفه التاج ابن يونس، وسمع من جماعةٍ.
ثم قَدِمَ دمشقَ بفضائل فنزل بالسُّمَيساطيّة، وأعاد بالغَزّالية، وباحَثَ وناظرَ، ثم وليَ مشيخةَ بلد الخليل ﵇، فأقام به بِضعًا وأربعين سنةً، وصنَّف التصانيف، واشتَهَر ذِكرُه.
قرأتُ عليه "نزهة البَرَرة في العشرة"، وألَّف شرحًا لـ"الشاطبيّة" كبيرًا، وشرحًا لـ"الرَّائية"، ونَظَمَ في الرَّسْم "روضة الطرائف"، واختصر "الأصول" لابن الحاجب، ومقدِّمتيه، وشرحًا لـ"التعجيز"، وتواليف كثيرة نحو المئة مختصَرات.
تلا عليه شمسُ الدين المطرِّز، وسيف الدين ابن أيدغدي والشيخ علي الدّيواني، وجماعة لا أعرفهم.
وكان ساكنًا وَقُوراً ذكيًّا، له النَّظْم والنَّثْر، وسَعَة العلم.
تُوفِّي في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، وله نيِّف وتسعون سنة.
٨٣٨ - ابن الحافظ *
الشيخ الإمام المحدِّث اللُّغوي، المُفتي الصالح الخيِّر، قاضي القضاة،