ووزيره الشُّجاعي، واختفى لاجِين وقراسُنقُر وغيرهما من الذين أقدَموا على الأشرف، وكانوا قد نَقَموا عليه أمورًا ليس هذا موضعَ ذكرها.
وحاصلُ الأمر أنَّ قاتله مقتول وخاذلَه مخذول، ويَأبى الله إلا أن يكون الملكُ في ناصره وأخيه، وقُتِلَ بعده جماعة ممن اتُّهم بالمواطَأة عليه، وقُتِل وزيره بالضَّرب، وقُتل الشُّجَاعي.
٤٠٨ - ابن السَّلْعُوس*
الوليُّ الصاحب الواعظ المعظَّم، شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الرّجاء، التَّنُوخي الدمشقي، التاجر، ابن السَّلْعُوس.
سادَ في المَكتب مدةً مديدة، وكان أبيضَ أشقرَ سمينًا، عَذْب العبارة، وافر الهيئة، ذا حَزْم ورأي وخِبرة، وفيه تيهٌ وعُجْب.
وكان جارًا للصاحب تقي الدين توبة، فرأى منه نَجابةً، فأخذ له حِسْبة دمشق، فاستُكثِرت عليه، وتَوكَّل للملك الأشرف بدمشق، ثم نُكِبَ، وشَفَعَ فيه موكِّلُه، فأُطلق وحجَّ، فأفضت السلطنةُ إلى الملك الأشرف، فاستحثَّه في المَجيء وفوَّض إليه الوزارة فعَمِلها على أتمِّ ما ينبغي، وبالغَ في التجمُّل، ولازمت القضاةُ والأمراءُ موكبَه، وما رأينا وزيرًا مثلَه في الارتقاء، إلا أن يكون كريم الدين القِبْطي وكيل مولانا السلطان، لكن كان الكريمُ فيه تواضع بالنسبة وسُؤدَد، وقد كان الشُّجَاعي الذي ولي نيابةَ دمشق يقفُ في خدمة الصاحب ومعيّة الكبار، على تِيهه وقلَّة التفاته عليهم.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٧٧٧، الوافي بالوفيات: ٤/ ٦٤.