للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

علوم الأوائل بالكليّة، فإنها إما مرضٌ في الدين أو هلاك، قلَّ من نجا منها، وليس مع هذا فيها هُدًى ولا أَجر، ولا دنيا ولا آخرة.

٢٦ - آقش البَرْليّ *

الأمير الكبير فارس زمانه، شمس الدين آقش البَرْليّ التركي العَزيزي.

كان أحد الأبطال بعد الملك الظاهر الذي كان أستاذه علاء الدين البُندُقدار، أُمر بالقبض عليه وعلى جماعة ثم عُفي بفِدًى، فاجتمعت العَزيزيةُ إلى البرلي وساروا من دمشق إلى المَرْج، وكان قطز قد ولَّى البرليَّ غزةَ، فأتاه أمرُ الظاهر بأن يبعث إلى أيدكين البُندقدار لمحاربة الحلبي (١)، فبعث البندقدار إلى البرلي يطيِّب قلبه، فما التفت وسار إلى حمص، وطلب من صاحبها الأشرف أن يوافقه يسلطنه، فأَبى، فقدم إلى حماة وبعث يقول: لم يبق مَن على الملك سواك، فقم ونحن في خدمتك، فلم يصغ إليه وسبَّه، فأحرق الزرع، وسار إلى شَيزَر ثم إلى حلب وبعث: إني في طاعة السلطان، وتسلَّط على حواصل حلب، وحكم وجمع العرب والتركمان، فخرج من مصر المحمَّديُّ (٢)، ثم رضي الظاهرُ على الحلبي وأطلقه، ثم قصد البَرْليَّ فطرده عن حلب، فاستولى على إلْبيرة وسار في عسكره إلى الجزيرة، ودخل حرّان، وبَعْدَ صِيتُه وخاصة لدى التتار، ثم رأى تمكُّنَ الملك الظاهر ومكانتَه، فخضع ودخل في الطاعة، ففرح به الظاهر وتلقّاه، وتُرك سنةً، ثم أَمسكه في رجب سنة إحدى وستين وست مئة، فكان آخرَ العهد به.


(*) عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان (عصر المماليك): ١/ ٣٥٩.
(١) يعني: علم الدين سنجر الحلبي، كما في تاريخ ابن الورديّ ٢/ ٢٠٥.
(٢) يعني: جمال الدين الصالحي النجمي، المعروف بالمحمدي كما في المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>