الشيخ الإمام العلَّامة البارع، حُجَّة العرب، بهاء الدين أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن أبي عبد الله محمد بن أبي نَصْر، الحَلَبي الشافعي، النَّحْوي اللُّغَوي، نَزِيل مصر وشيخها.
وُلِدَ سنة سبع وعشرين وست مئة.
وسمع من: أبي المنجَّى بن اللَّتِّي، وابن يَعِيش، وابن رَوَاحة، وعدَّة.
وتلا بالسَّبع على: الكمال الضرير، وأبي عبد الله الفاسي، وأخذ العربيةَ عن جمال الدين بن عَمْرون، وعن عَلَم الدين القاسم بن أحمد اللُّورْقي، وسكن مصر من سنة هولاكو، واشتَغَل وصنَّف، وكان من أذكياء العالم بحَلِّ "كتاب إقْلِيدس" والمنطق.
تخرَّج به أئمَّة، وكان ديِّنًا، حسن الأخلاق، تاركًا للتكلُّف، سَمْحًا بعلمه وماله وجاهه، حلَّالًا للمشكلات.
قال الحافظ قطب الدين في "تاريخ مصر": كان كثير التلاوة والذِّكرِ والصلاة، ثقةً، حُجّة، ديِّنًا، سريع الدَّمعة، يسعى في مصالح الناس، عرضتُ عليه "ألفيَّة ابن مالك".
قلت: قرأت عليه "جُزء بِيبَي" فقال: وكم "جُزء بيبي"، وَدِدتُ لو قرأ أحدٌ عليَّ "الجَعْدَيّات" فإنها سماعي من أبي عن ابن سُكَيْنة.
تُوفي الشيخ بهاء الدين بالقاهرة في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وست مئة.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٨٨٠، الوافي بالوفيات: ٢/ ١٠.