للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٨٩ - ترمشيرين *

ابن دوا .... (١) بن جنكزخان المَغُلي، سلطان بَلْخ وسَمَرقَند وبُخارا ومَرْو.

وكانت دولته ستَّ ستين، واستُشهِد إلى رضوان الله تعالى سنة خمس وثلاثين وسبع مئة.

كان ذا تقوى وإسلام وعَدْل وخير، بَطَّل أكثرَ المُكُوس، وعمَّر البلاد، وألزَمَ جندَه بالكفِّ عن الأذى وأن يَزرَعوا الأراضي وتتبلَّغَ التتار من المزارَعة. وأكرم أمراءَ المسلمين وقرَّبهم، وجَفَا الكَفَرة منهم وأبعدهم، ولازمَ الصلوات الخمس في جماعةٍ، وأَمَر بالشَّرع وتَرْك الياساق.

واستعمل أخاه على مدينةٍ فقَتَلَ رجلًا ظُلمًا، فسار أهلُه إلى ترمشيرين واشتَكَوْا إليه، فبَذَلَ لهم أموالًا ليَعفُوا، فقالوا: نطلب حكمَ الشَّرع، فسلَّمه إليهم فقتلوه، ودَعَا الناسُ له.

ثم قَوِيَ به الدِّينُ والتألُّه، وعَزَمَ على ترك المُلك والتبتُّل برأس جبل، وسافر مُعرِضًا عن السَّلطنة، فظَفِرَ به أميرٌ كان يُبغِضه فَأَسَرَه، ثم كاتب بزان الذي تَملَّك بعده فبعث إليه فأَمره بقتله، فقُتِل صَبرًا، وكان من أبناء الأربعين أو نحوها رحمه الله تعالى.

وقيل: بل هرب من عدوٍّ له، ثم أُسر، ثم لم تَطُلْ مدّةُ القائم بعده.


(*) الوافي بالوفيات: ١٠/ ٢٣٦، الدرر الكامنة: ٢/ ٦٠، وسمياه: ترمشين.
(١) هنا بياض في الأصلين.

<<  <  ج: ص:  >  >>