وافر الأدب، عارفًا بالفرائض، حسن النَّوادر، جالستُه بطرابلس.
قال لشيخنا البِرْزالي: إنه نَظَمَ "التنبيه" في ستة عشر ألف بيت، وله نظمٌ كثير وسط.
نابَ بدمشق نحو شهر للقُونَوِي في آخر أيامه، ثم وليَ عَجلُون مع الرَّملة.
وله تخميس "الوترية" في مجلد، وله قصيدة مخلَّعة خمسون بيتًا.
وكان حكّامًا ممشّيًا لأموره، أخذ عنه الشيخ تاج الدين وغيره.
عاش خمسًا وثمانين سنة، وتوفِّي بالرَّمْلة في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة.
قلت: سَمِع بقراءتي "صحيح البخاري" بطرابلس، وعلَّقتُ عنه نوادرَ، سمعته يقول: سافر بعضُهم إلى طبرّية وأخذ رغيفًا بحبّة وخُبزها مَزُون، فأكل وانصَطَل من الزّوَان فنام فأجنَبَ، فقام إلى العين السُّخنة فاستحمَّ وقال: إنك البلد السعيد، غداءٌ وسُكْر وحمَّام، الكلُّ بحبَّة.
٨٢٩ - الدَّقّاق (*)
الشيخ العالم البارع، أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد، الأزْدي المُرّاكِشي النَّحْوي، نزيل القاهرة.
أخذ العربيةَ عن اللقلوري والشريف أبي علي، وشارك في علوم، ونَزَعَ إلى الاعتزال وإلى تصوُّف الضّلال، وأقبل على تواليف المُحْيى الطائي وكتب "الفتوحات المكية" و "التنزّلات الموصلية"، وكان يحطُّ على أبي