للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال للتتار: هواركون، رفعوا عنه السيف، وسَلِمَ من انضمَّ إليهم، وامتلأت بغداد من المُرّاق، وبقي الأطفال يتقلبون في الوحل إلى أن يموتوا، وجرى من الأهوال ما لا يعبَّر عنه، وأعلن الجائليق بضرب الناقوس، وسكر بدار الدُّوَيدار، فللَّه الأمر.

قال أبو شامة: قدم نحو المئتين من التتار إلى المسلمين، وذكروا أنَّ هولاكو كسره ابن عمه بَرَكة، فهرب عسكر هولاكو وشُتِّتوا، وأخبروا أنَّ ملك التتار الأكبر منكوخان توفي، وقام بعده أخوه غزي بكو، وكان أخوهما الأكبر قبلاي فاقتتلا، وهزموا عسكره، فلما سمع هولاكو عزَّ عليه وكره تملك غزي بكو، فسار والتقى بركة.

وأخبرني من أثق به: أنه اجتمع ببعض غلمان من كان في أسر التتار بحضرة صاحب حمص الأشرف، فقال: إنه حضر كسرة بركة لهولاكو، فقتل ابنه، فحشد هولاكو فالتقى بركة بناحية شروان، فقُتل من الفريقين خَلْقٌ عظيم، وانكسر هولاكو، وبقي السيف يعمل في جنده أيامًا، فهرب إلى قلعة أذربيجان، وقطع الطريق إليها، وبقي كالمحبوس فيها.

قلت: وأما قتلته فإنه استعجل أمره.

وتملّك وامتدت أيامه ثلاثين سنة، وداره خان بالق أُم الخَطا (١)، وهو كالخليفة يحكم على ملوك التتار.

٤٩ - أبو العَشائر *

العدل الجليل، نجيب الدِّين أبو العشائر، فراس بن علي بن زيد،


(١) التي هي كرسيُّ المملكة، كما في تاريخ الإسلام.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٨٩، شذرات الذهب: ٧/ ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>