جلس على التَّخت وله سبع سنين، فكانت دولته ثلاثًا وعشرين سنة، ومات سنة اثنتي عشرة.
وكان يحب السَّحرة ويعطيهم، وفيه عدلٌ وميلٌ إلى أهل الخير من المِلَل، ويرجِّح الإسلام، ويحب الأطبّاء، وممالكه واسعة، منها قِرم وسراي، وجيشه كثير إلى الغاية، يقال: جهَّز مرةً مئتي ألف فارس، وكان له ولد مليح فأسلم، وكان يحبُّ سماع القرآن، فمات قبل أبيه.
وقام في المُلْك السلطان أزبك خان، وهو بطل شجاع مليح الصورة مسلم، فأباد طائفة من الأمراء والسَّحرة، تسلطن في رمضان سنة اثنتي عشرة، وامتدَّت أيامه نحو ثلاثين سنة، وصاهَرَ السلطانَ الملك الناصر على أخته، ومملكته شماليّنا بشَرْق، وهي من بحر قسطنطينية إلى نهر أريس مسافة ثمان مئة فرسخ، وعرضها من باب الأبواب إلى مدينة بُلغار، وذلك نحو ست مئة فرسخ، لكن أكثر ذلك مراعي وقرى، ولها في أيدي التتار مئة، وكانت قبلهم ملوك القفجاق.
٦٠٨ - الكريم *
شيخ خانقاه سعيد السعداء، كريم الدين عبد الكريم بن حسن، الآمُلِيّ.
من كُبراء القوم، ينتمي إلى سعد الدين بن حَمّويه، ويخوض تلك الغَمَرات، ويفهم كلام أهل الوحدة المُنافي للشريعة، وكان محبّبًا إلى الأعيان، وله صورة كبيرة، ورياضة قديمة.