له تصانيف مشهورة كشرح "المختصر" لابن الحاجب، وشرح "مقدِّمتي ابن الحاجب".
وكان وافر الجلالة عند التتار، وله إدرار جيِّد في الشهر يَبلُغ ألفًا وخمس مئة درهم، وقد شرح "الحاوي" في المذهب شرحين، وتخرَّج به الفضلاء، وقيل: كان لا يحفظ الختمة.
وكان يُوصَف بحِلْم زائد وتواضع، بحيث إنه يقوم للسَّقّا إذا دخل داره، وفي دينه رِقَّة.
مات سنة خمس عشرة وسبع مئة، وله بضع وسبعون سنة، رحمه الله تعالى وسامحه.
٦٤٩ - الهِنْدي *
العلّامة الأوحد، صفيُّ الدين محمد بن عبد الرحيم بن محمد، الأُرمويّ ثم الهِنديّ، الشافعي، الأُصولي.
نزيل دمشق، ومدرّس الظاهرية، وشيخ الشيوخ.
وُلد بالهند سنة أربع وأربعين وست مئة، فتفقَّه هناك بجدِّه لأُمّه.
ثم رحل من دِهْلي سنة سبع وستين إلى اليمن، فأعطاه صاحبها أربع مئة دينار، فحجَّ وقدم مصر، ثم سار إلى الروم فأقام بقُونية وسِيواس مدة، فأخذ عن السِّراج الأُرْموي "العقليّات"، وقدم دمشق سنة خمس وثمانين وسمع من الفخر عليّ، وأقرأ الأصول والمعقول، وصنَّف وأفتى، وكان