للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وُلد هذا في الإسلام، ولمّا نُكِب والده وقُتِل سَلِمَ هذا، واشتَغل مدةً وصحب أهلَ الخير، فلما تُوفِّي على شاه الوزير طَلَبَ أبو سعيد هذا وفوَّض إليه الوزارةَ ومكَّنه، وردَّ إليه مقاليدَ سائر الأمور، وحَصَلَ له من الارتقاء والمُلْك ما لم يَبلُغه وزيرٌ في هذه الأزمان، فكانت رُتْبته من نوع رُتْبة نِظام الملك في وقته، وكان من أجمل الناس صورةً، وأمُّه تركيّة، وله عقل ودهاءٌ وغَوْر مع دِيانةٍ وحُسْن إسلام، وكرم وسُؤدَد وخِبْرة بالأمور، كان خيرًا من أبيه بكثير، له آثارٌ جميلة، خرَّب كنائسَ بغداد، ورَدَّ أمرَ المواريث إلى مذهب أبي حنيفة وغيرِه.

وفي الجُمْلة له ذُنوب، ومع هذا فهو خيرُ وزراء وقتِنا، وكان إليه توليِةُ نوَّاب الممالك وعَزْلهم، ولا يخالفُه القانُ في شيء أبدًا، فلما احتُضِر القان أبو سعيد نَهَضَ الوزير غياثُ الدين محمد وعَمَدَ إلى شابٍّ من بقايا النَّسل الطاهر (١) يقال له: أرباخان، فسَلطَنَه وأخذَ له البَيْعةَ على الأمراء واستَوسَق أمرُه، فخرج عليهم علي باشه وابنُ بَيدرا فانفلَّ الجمعُ وقُتِل ارباخان والوزير غياث الدين في رمضان سنة ست وثلاثين.

٨٧٧ - السِّمْناني *

العلّامة الزاهد، رُكْن الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد، الملقَّب بعلاء الدولة البَيابانكي.

مولده في ذي الحِجّة سنة تسع وخمسين وست مئة بسِمْنان.


(١) لفظ "الطاهر" من نسخة دبلن، ومكانه في نسخة القرشي بياض.
(*) الوافي بالوفيات: ٧/ ٢٣٣، الدرر الكامنة: ١/ ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>