للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٢١ - الصَّفِيِّ *

عبد المؤمن بن فاخر.

اشتهر بالموسيقى شرقًا وغربًا بحيث إنه كان يُضرَب به المثل في ذلك، ألَّف مئة وسبعين نوبة، وكان في الأصل فقيهًا بالمستنصِريّة، ثم أقبل على الأدب والشعر فبَرَع فيه، وكتب الخطَّ البديع، فطُلِبَ إلى المستعصم، فكان ينسخ له وينادمه، فعطف عليه إلى الغاية، ثم اتَّفق أنَّ مغنيةً غَنَّت للخليفة أبياتًا فطَرِبَ لها، وقال: لمن هذا البارع؟ قالت: لسيدي عبد المؤمن، فزاد بعُجْبه من ذلك وقال له وأنت بهذه المتانة أيضًا، ثم شُهِرَ بالأنغام والحِدق بها.

ولما أُخذت بغداد ..... (١) بأن خرج إلى النَّوِين الذي أطلق له الدرب، فلاطَفَه وأجابه إلى ما كان يريد، ثم أحضر له أطعمة ليِّنة، ثم أحضر أربعةِ وسقاه، ثم غنّاه في جَوْقته فأطربه، ثم قدَّم له أمتعة فاخرة وأشياء قيِّمة، فوهب له ..... (١) ثم النّوين ذكره عند هولاكو، فطلبه، فخرج وجماعة من المغنِّين والمغنِّيات، فغنَّوْا هولاكو حتى طَرِب، وقال له: تمنَّ، فطلب منه بستانًا عظيمًا يُلقَّب بالشميلة فأمهَرَه، وقال له: هلّا طلبتَ مدينة. ثم لم يزل في الملاطَفات من المغول.

ثم تناقص أمرُه، ورَكِبَه دَين واعتُقلَ بسببه، وكان له غلمان وجواري.

توفي سنة أربع وتسعين عن نحو ثمانين سنة.


(*) الوافي بالوفيات: ١٩/ ١٦١ وفيه أن وفاته كانت سنة ثلاث وتسعين.
(١) هكذا منقوطًا في الموضعين في طبعة دار الفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>