للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صَحِبَ الحافظَ ابن المفضَّل وتفقَّه به، ودرَّس وأفتى، وانتهت إليه معرفةُ المذهب، ثم وليَ القضاء بالديار المصرية سنة ثلاث وستين عندما جُعلت القضاة الأربعة.

روى عنه: الدِّمْياطي، وقاضي القضاة ابن جَمَاعة، وعَلَم الدين الدَّواداري وغيرهم، وكان قد وليَ حِسْبة القاهرة مدةً.

توفي في ذي القَعدة سنة تسع وستين وست مئة، وله أربع وثمانون سنة.

١٠٧ - ابن سَبْعِين *

الشيخ قُطْب الدين عبد الحق بن إبراهيم، ابن سبعين، المُرْسي الرُّقُوطيّ، الفيلسوف المتزهِّد المجاوِر.

له كلام عميق بعيد الغَوْر في العِرْفان على طريق الاتحاديِّين الحكماء، نسأل الله العفوَ والسلامة، وله أتباع وطائفة تتبعه يُرمَون بالانحلال.

وقد ذكر شيخنا قاضي القضاة ابن دَقيق العيد قال: جلستُ مع ابن سَبْعين من ضَحُوةٍ إلى قريب الظُّهر، وهو يَسرُد كلامًا تُعقَل مفرداته ولا تُفهَم مركَّباته.

واشتَهَر عن ابن سَبْعين أنه قال: لقد زربَ ابن آمنة حيث قال: "لا نبيَّ بعدي" (١)، فإن صحَّ هذا عنه فقد انسَلَخَ من الإيمان، مع أنَّ هذا القول أخفُّ من قولهم في الباري تعالى، وهذا صاحبنا الشيخ على الإسكندراني حدَّثني بأنه صحب طائفةً من السَّبْعِينية فأخذوا يهوِّنون له تركَ الصلواتِ، فياغَوْثاه بالله.


(**) تاريخ الإسلام: ١٥/ ١٦٨، الوافي بالوفيات: ٢/ ٢٥٣.
(١) حديث شريف أخرجه البخاري (٣٤٥٥) ومسلم (١٨٤٢) من حديث أبي هريرة .

<<  <  ج: ص:  >  >>