آخر سنة ست وسبع مئة، ومات أبو زيَّان سنة ثماني عشرة وسبع مئة.
وتملَّك بعد أبي زيَّان أخوه السلطان موسى بن عثمان شابًا، فامتدَّت دولتُه، وكان سيِّئ السِّيرة، قتل أخاه، وشرب الخمر، ورَكِبَ قبائحَ، فثار له السلطان أبو الحسن المَرِيني مدةً وضايقه، إلى أن خرج عسكرُ البلد وكَبَسوا الجيش في رمضان فغلب الجيش، ودخلوا في الحال البلد، وقُتل موسى، وانقضت دولةُ بني عبد الوادّ، وذلك في سنة سبع وثلاثين.
٢٤٩ - صاحب الدِّيوان *
صدر العراق، علاء الدين عطا مَلِك ابن الصاحب بهاء الدين محمد بن محمد الجُوَيني، الخُراساني، أخو الوزير شمس الدين، وإليهما كان العَقدُ والحَلُّ في دولة أَبَغا، وبلغا أعلى الرُّتَب.
وتأدَّب بخُراسان، وكتب بين يدي أبيه، وتنقَّل إلى أن وليَ ممالكَ العراق بعد القزويني، فعمَّر القرى، ووفَّر الأموال، وأسقط المغارمَ عن الفلّاحين، ولمَّ شَعَثَ الناس، وعُمِّرت بغدادُ به، ولم يزل في ارتقاءٍ إلى أن قدم مَجْد المُلك فأمسكه وصادره، وزالت أيامُه.
ولَزِمَ النظمَ والنثر، والمكارمَ والسُّؤدد، وكان في وقته رِفقٌ عظيم بالرعيّة، حفر نهرًا مبدؤه في الأنبار ومنتهاه مشهد علي، فجدَّد عليه مئة وخمسين قرية.
وقد قَدِمَ القانُ أبَغا العراق، فاجتمع الأخوان علاءُ الدين والوزير شمس الدين وأُحضرت جوائزهم في العيد، فبلغت ألف جائزة.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٤٥٣، الوافي بالوفيات: ٢٠/ ٨٤.