وكان الفاضل إذا ألَّف كتابًا وعمله، كانت جائزته ألف دينار، ولهما إحسان إلى الفقهاء والصلحاء، ولهما يدٌ في العلوم والآداب.
جاء المجدُ في سنة ثمانين وأتى صاحبَ الديوان، وأخذ أمواله وعَقَاره، وعذَّبه. ثم مات النائب مجد الدين بن الأثير، وله سيرة طويلة، وقُتل مجد المُلك قِتلةً شنيعة، سلخه هارونُ ابن الصاحب شمس الدين، وشربوا الخمر في جمجمته، فلم يَلبَث بعده.
توفي علاء الدين في سنة إحدى وثمانين، ونُقل فدُفن بتبريز.
ولما عاد مَنكوتمر مهزومًا من الشام، حمل صاحبَ الديوان إلى هَمَذان، فهَلَكَ أَبغا ومنكوتمر، واختفى الأخَوان، فمات علاءُ الدين في الخفية، ثم ظَفِرَ أرغون بالوزير شمس الدين فقتله.
توفي العلاء في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وست مئة، وله ثمان وخمسون سنة.
ومن محاسن صاحب الديوان عطا مَلِك أنه بنى مساكنَ كثيرة ظاهرَ بغداد، وهو الكُشك الذي بين الحِلّة وباب الطاق، كسره له أعيان التتار. وقد كانت بغداد على ما ذكره ابن النَّجّار في أيام السلجوقيين إذا قدمها العسكرُ من العجم دخلوها ونزلوا في بيوت الرعيّة وخالَطُوهم، وامتَزجوا بأهاليهم، وتصرَّفوا في القماش والحرير، فنَزَحَ كثير منها لهذه المفسدة الكبرى.
قلت: فأنشأ عطا مَلِك هذه الأماكن الفسيحة المليحة لكفِّ أذى العسكر، ثم أنشأ رباطًا كبيرًا بالمشهد النَّجَفي، وأجرى إليها الماءَ وإلى جامع الكوفة، وأنشأ المدرسة. . . . (١) على المذاهب الأربعة.
(١) هنا كلمة غير مقروءة كما ذكر المعلق على طبعة الفكر.