من واسط الشريف الداعي صاحب ابن الباقلَّاني، حدَّث بـ "جامع المسانيد" ثلاث مرات، وأول ما سُمِع منه في سنة ثلاث وسبع مئة.
فرَّ من رؤية المُنكَرات ببغداد إلى قرية برفطا، واشترى أرضًا كان يستغلُّ منها كفايتَه، فلَقَّن هناك خلقًا كتابَ الله، وكان من خيار عباد الله، ومن بقايا المُسنِدين.
مولده في سنة اثنتين وستين وست مئة أو في التي تليها، أخبر عنه أبو الخير الدِّهْلي وأهلُ بغداد.
وتوفِّي ببرفطا في وسط سنة أربعين وسبع مئة، وحُمِل إلى مقبرة الإمام أحمد فدُفِن بها رحمه الله تعالى، وكان يعرف القراءات السَّبع.
٩٣٢ - تنكز *
نائب السَّلطنة بدمشق، سيف الدين الناصري التُّركي.
جُلِب إلى مصر وهو حَدَثٌ فنشأَ بها، ثم كان من خاصكيّة السلطان أيده الله تعالى، وكان معه بالكرك في سنة تسع وسبع مئة، وعاد السلطان إلى مصر وأباد أضدادَه وتَأمَّر تنكز، ثم بَعَثَه السلطانُ على نِيابة الشام في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وتمكَّن، وسارَ في العساكر فافتتح مَلَطْيَة، وعَظُمَ شأنه، ولم يَزَل في ارتقاءٍ ورِفعة وكَثْرة أموال وأملاك إلى أن وَلَّت عنه الدنيا.
وكان ذا سَطْوة وهَيبة وزَعَارَّة، وإقدام على الدماء، وله نفسٌ سَبُعيّة، وفيه عُتُوٌّ وحِرص مع دِيانة في الجُملة.