للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان قازان يعظِّمه ويعطيه، وكان كثير الشفاعات، وإذا ألَّف كتابًا صام ولازم السَّهر، فمُسوَّدته مُبيَّضة، وروى للناس كتاب "جامع الأصول" في رمضانين، قرأه على الصدر القُونَوِيّ، عن يعقوب الهَذَبانيّ، عن مؤلِّفه.

وقيل: إنه كان في الاعتقاد على دين العجائز، ويحب صلاة الجماعة، ويخضع للفقير، ويُوصي بحفظ القرآن، وإذا مُدِح تخشَّع ويقول: أتمنَّى أني كنت في زمن النبي ولم يكن لي سمع ولا بصر رجاءَ أن يَلمَحني بنظرة.

تمرَّض نحو الشهرين، وتوفِّي في سابع عشر رمضان سنة عشر وسبع مئة، وأُدِّيت عنه ديونه.

وكان يتقن الشَّعبذة، ويضرب بالرَّبَاب، ويورد من الهزليّات ألوانًا بحضور خربندا، وفي دروسه، والله أعلم بطَوِيَّته، فظاهره ما قلنا، وباطنه أجود، وله محاسنُ ومروءة وأخلاق، والله تعالى يَسمَح له ولنا آمين، فلقد كان من بحور العلم ومن ذوي الذكاء، وكان أجودَ فنونه معرفة الرِّياضي، رأيت تلامذته يتغالَون في تعظيمه.

٦٠٤ - الجَلَال القاضي *

الإمام مفتي المسلمين، جلال الدين أبو المحاسن، يوسف بن أبي عبد الله بن يوسف بن سعد، النابُلُسي ثم الدمشقي، الشافعي.

وُلد قبل الأربعين وست مئة.

وسمع من: عمِّه خالد الحافظ، ومجد الدين الإسفرايِنيّ، والمُرْسي،


(*) معجم الشيوخ الكبير: ٢/ ٣٩٤، الوافي بالوفيات: ٢٩/ ١٠٣، الدرر الكامنة: ٦/ ٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>