وكان فصيحًا حُلوَ العِبارة، مليح الصورة، موطَّأ الأكناف، سَمْحًا جوادًا حليمًا، جمَّ الفضائل، كثير التجمُّل، ثم نُقِلَ في سنة ثمان وثلاثين إلى قضاء الشام، فتَعلَّل وحصل له طرفٌ من فالِج، ثم حَضَرَ الأجلُ.
وتُوفِّي في نصف جمادى الأولى سنة تسع، ودُفن بمقبرة الصوفية، وشيَّعَه عالمٌ عظيم إلى الغاية، وكَثُر التأسُّف عليه.
وسِيرتُه تحتمل كراريسَ، فالأمرُ الله، وما كلُّ ما يُعلَم يقال، فالأمرُ شديد والرِّشَا قبيح.
٩١٣ - ابن الصَّائغ *
الشيخ الإمام، المفتي القُدْوة، الزاهد بَرَكة الوقت، بدر الدين أبو اليُسْر، محمد ابن قاضي القضاة عز الدين أبي المَفاخر محمد بن عبد القادر، الأنصاري الدِّمشقي الشافعي، مدرِّس الدِّماغية والعِمادية.
وحَضَرَ ابْنَ عَلّان، وحدَّث بـ "صحيح البخاري" عن اليُونِيني. وسمع حُضورًا أيضًا من فاطمة بنت عساكر.
وحفظ "التنبيه"، ولازَمَ حَلْقةَ الشيخ برهان الدين، ووَلَّوه قضاءَ القضاة فاستَعفَى وصَمَّم، فاحترمه الناس وأحبُّوه لتواضعه ودينه وتعبُّده، حجَّ غير مرّة، وأُعطى خطابةً بيت المقدس مُدَيدة، ثم تَرَكه.