الإمام الكبير، مدرِّس القَيْمُريَّة وأبو مدرِّسها وجدُّ مدرّسها اليومَ، شمسُ الدين أبو الحسن، علي بن محمود بن علي بن عاصم، الشَّهرزوري الكُردي الشَّافعي.
من كِبار الشَّافعية، وَقُور مَهيب، نقَّال للمذهب، قوي النفس.
أنشأ له الأمير ناصر الدين القَيمُري مدرسةً كبرى بالخُرَيميِّين من ناحية المطرِّزين بدمشق، وقرَّر تدريسها له ولذرِّيته العلماء.
نابَ في القضاء عن ابن خَلّكان، وتكلَّم في دار العدل بحضرة الملك الظاهر لمّا احتاط على البساتين، فقال: الماء والكلأ والمرعى لله لا يُملَّك، والناس فيه شركاء، ومن بيده مِلكٌ فهو له. فبُهِتَ منه السلطان.
وقد كان سمع ببغداد مع الصاحب ابن العَديم من جماعة، ولم يحدِّث.
تُوفي بدمشق في شوال سنة خمس وسبعين وست مئة بالقَيمُرية، ودفن بمقبرة الصّوفية.
فدرَّس بعده ولدُه القاضي صلاح الدين محمد مدة، وتُوفي شابًا عن ولدين، الكبير منهما هو الإمام المفتي شمس الدين علي بن الصلاح مدرِّس القَيمُرية في هذه الأزمنة، وقد درَّس بها قبله لكونه كان صغيرًا شيخُنا القاضي بدر الدين بن جَمَاعة بعد الثمانين مدةً، والقاضي علاء الدين ابن بنت الأعزّ، والشيخ صدر الدين عبد البر بن رَزِين، والقاضي إمام الدين القَزْويني، ثم تأهَّل المذكورُ ووليَها.
(*) تاريخ الإسلام: ١٥/ ٢٩٢، الوافي بالوفيات: ٢٢/ ١١٥.